كيف تتعامل مع التراجعات الحاده بالاسواق المالية

كيفية التعامل مع التراجعات الحادة التي تطرأ على الأسواق المالية تعرضت سوق الأسهم السعودية لتراجع حاد منذ بداية الأسبوع الحالي وبالتزامن مع بدء تطبيق...

كيفية التعامل مع التراجعات الحادة التي تطرأ على الأسواق المالية


تعرضت سوق الأسهم السعودية لتراجع حاد منذ بداية الأسبوع الحالي وبالتزامن مع بدء تطبيق التغير السعري الجديد الذي أعلنت عنه تداول، حيث يلاحظ أن هناك حالة هلع وإرتباك مبالغ فيها بين أوساط المستثمرين بسبب التركيز على العوامل الخارجية السلبية مما يدفع السوق للتراجع في ظل تداولات متواضعة، ويقابل ذلك توجه عدد من المتعاملين لاستغلال هذه الأوضاع وتحقيق مكاسب قوية مع كل انخفاض ويليه ارتفاع ويستدل على ذلك من خلال ملاحظة انخفاض أسعار الأسهم بالرغم من تفوق كميات الطلب على المعروض للعديد منها، كما أن سيناريو التراجع ومن ثم الارتفاع وبنسب مماثلة على شكل الحرف اللاتيني "v" يبدو متكرراً خلال هذا العام (جدول 1)، مما يطرح تساؤلاً عن حجم المكاسب التي استطاع بعض المتعاملين تحقيقها منذ بداية العام خلال كل عملية تراجع وارتفاع بالرغم من كون قيمة مؤشر السوق حالياً أقل بنسبة 37% عن قيمته في بداية العام. فهل يمثل ذلك فرصة حقيقية للشراء؟

من الواضع أن جاذبية الأسهم من الناحية الاستثمارية تزداد مع انخفاض أسعارها وافتراض عدم تغير المؤشرات المالية لها، وقياساً على مؤشر مكررات الربحية التي تبدو الأقرب وضوحاً لجميع المتعاملين فنجدها قد انخفضت إلى 12 كمكرر حالي للسوق وإلى دون ذلك لعدد من الشركات المدرجة وبالأخص الشركة القيادية "سابك" التي تتداول حالياً عند 11 مكرر حالي و10 مكرر مستقبلي.

نلاحظ أن العوامل الأكثر تأثيراً على السوق باتت متعلقة بمؤثرات خارجية، فدرجة الارتباط بين أداء مؤشر السوق الرئيسي ومؤشرات الأسواق العالمية تبدو قوية خلال هذا العام على خلاف ما هو مسجل في السابق (الرسم البياني 1)، وإذا ما أخذنا بالاعتبار أن أرباح الشركات وأداء الاقتصاد الكلي هي المؤثرات الأكبر تأثيراً في أسواق الأسهم عالمياً وأن الصورة لا تزال مغايرة بين أداء الاقتصاد المحلي والأداء الاقتصادي في الدول المتقدمة ستتضح لنا أن عملية الربط بين أداء السوق المحلية والأسواق العالمية تبدو فكرة مبالغ فيها. ولكن في حقيقة الأمر أن الرابط بين السوق السعودية والأسواق العالمية تبدو نفسية أكثر من كونها مبنية على مبررات استثمارية حقيقية، فعلى سبيل المثال بعد أن تم إعلان إفلاس بنك ليمان براذرز في الولايات المتحدة الأمريكية مساء يوم الأحد 14-9-2008، استهلت أسواق المنطقة تعاملات يوم الاثنين بتراجعات حادة وتجاهل المستثمرون حقيقة أنه ليس هناك رابط استثماري مباشر بين أسهم الأسواق المحلية وانهيار بنك ليمان براذرز بسبب عدم وجود استثمارات أو على أبعد تقدير استثمارات جوهرية لدى البنوك المحلية في أدوات الرهونات العقارية الأمريكية أو بالتحديد في بنك ليمان براذرز بخلاف الحالة في أوروبا حيث تبدو الأسواق أقرب للتأثر بما يحدث في الأسهم الأمريكية لوجود الاستثمار المتبادل المباشر بين هذه الأسواق، ويبرهن على ذلك أن بنوك المنطقة لم تسجل حتى الآن حالات شطب خسائر أو مخصصات أثرت بشكل جوهري على مراكزها المالية بعد مرور أكثر من عام على بدء أزمة الرهن العقاري الأمريكي.


وفيما يتعلق بأسواق النفط العالمية وحالة التراجع الحادة التي طرأت على الأسعار مؤخراً، يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن السوق المحلية لم تكن تتجاوب أصلاً مع الارتفاعات الحادة في أسعار النفط منذ بداية العام، كما أن المستويات السعرية القياسية التي بلغتها أسعار النفط والتي لم تكن متوقعة كانت سبباً في زيادة المخاوف حول الاقتصاد العالمي والأمريكي بشكل خاص والذي يشكل المستهلك الأكبر للنفط عالمياً، ومع التراجعات الأخيرة تبدو الأسعار أكثر منطقية وتجاوباً مع الأوضاع الاقتصادية للدول المستهلكة وبالتالي فإن ذلك قد يخفف من وطأة المشاكل الاقتصادية في الدول المستهلكة وبالتالي يحول دون تراجع حاد في حجم الطلب على الطاقة والذي يشكل الطرف الآخر المهم في معادلة تحقيق الإيرادات للدول المصدرة وللاقتصاد الوطني.


وأخيراً، نرى أن سوق الأسهم السعودية وأيضاً الأسواق الإقليمية المجاورة لا تزال جذابة مع بقاء الصورة إيجابية حول اقتصادياتها واستمرار الشركات المدرجة في تسجيل نمو في الأرباح بخلاف الأسباب التي دعت الأسواق العالمية للتراجع، ومع قرب إعلان النتائج المالية للشركات السعودية المدرجة والمتوقع لها أن تستمر في تحقيق نمو في الأرباح مقارنةً بالعام الماضي واستقراراً نسبياً مقارنةً بالربع الثاني 2008 والذي شهد نتائج مالية قوية فاقت التوقعات فإننا نتوقع أن يشكل ذلك عامل دفع قوي للمتعاملين لاستغلال الأسعار الجذابة التي تتداول عندها غالبية الأسهم.
 

مواضيع مماثلة

عودة
أعلى